رويترز: روسيا تعلن "نجاح" لقاحها وعلماء يحذرون من "الكارثة"

صحيفة المرصد - رويترز : أعلن صندوق الثروة السيادية في موسكو، الأربعاء، إن لقاح" سبوتنيك" الروسي فعال بنسبة 92 في المئة في حماية الناس من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بعد يوم فقط من إعلان "فايز" نجاح لقاحها بنسبة 90 في المئة.
وقد انتقد خبراء الإعلان الروسي ورأوا أنها محاولة لإقحام المنافسة السياسية في عملية البحث عن اللقاح الأنسب، وفقا لما ذكرته رويترز في تقرير لها.
وأشارت الوكالة إلى أن موسكو تبدو وكأنها تسارع الزمن لمواكبة شركات الأدوية الغربية التي توصلت بالفعل إلى لقاح فعال بنسبة غير مسبوقة.
ليس سباقاً
ويعقد العالم آمالا كبيرة بأن تثبت اللقاحات فعاليتها، لتعود الحياة إلى مجاريها، لكن خبراء، تحدثت رويترز إليهم، حذروا من تسرع موسكو في إعطاء الضوء الأخضر للقاح قبل اكتمال التجارب لاختبارات السلامة والفعالية.
وقالت أستاذة علم المناعة والأمراض المعدية، في اسكتلندا، إليانور رايلي، في حديث لرويترز، إن البحث عن لقاح "ليس سباقا"، موضحة أن اعتماد أي لقاح يجب أن يستجيب لمعايير علمية دقيقة بإجراء تجارب على أعلى المستويات.
وذكرت رايلي أن اللجوء إلى لقاح قبل الأوان، يمكن أن يعود بنتيجة عكسية ويفقد الجماهير الثقة في جميع اللقاحات "وهذه ستشكل كارثة دون شك"، على حد تعبيرها.
وقال بودو بلاتشر، وهو نائب مدير معهد علم الفيروسات في جامعة ماينز في ألمانيا، لرويترز: "أفترض أن هناك ضغطًا سياسيًا على موسكو بعد البيان الصحفي الصادر عن شركتي فايزر وبيونتيك".
وذكر تقرير رويترز أن ذلك انعكس مثلا بأن "فايزر" قالت إنها ستواصل تجربتها حتى التأكد أكثر من النتائج الإيجابية المحققة، أما صندوق الاستثمار المباشر الروسي (RDIF)، الذي يدعم تطوير "سبوتنيك الخامس"، إن التجربة الروسية ستستمر لمدة ستة أشهر.
غموض في المعطيات
وقد أثار الغموض الذي يشوب اللقاح الروسي تخوفات المختصين في أمراض العدوى في الغرب، وعلى رأسهم أنتوني فاوتشي، خبير الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، الذي قال، مطلع أغسطس، إن الحديث عن وجود لقاح جاهز للتوزيع قبل إجراء الاختبار "على ما أعتقد، مشكلة في حد ذاتها".
يعتمد لقاح "فايزر" على الناقل "أر إن آيه" أو "إم آر إن آيه" وهي مقاربة جديدة للحماية من الإصابة بالفيروس، وهي نفس التقنية التي تستخدمها شركة موديرنا في إنتاج لقاحها، وفق تقارير صحفية سابقة.
أما لقاح "سبوتنيك" فيعتمد على نواقل من الفيروس الغدي (فيروس متعدد الأسطح) .
وبحسب الموقع الرسمي للقاح الروسي فإنه يقوم على إزالة المادة الجينية للفيروس الذي يسبب العدوى، بإدخال جين يحمل كوداً لبروتين من فيروس آخر (في الحالة الراهنة من فيروس كورونا).
القائمون على الأبحاث الروسية زعموا أن هذا العنصر الجديد "آمن" بالنسبة للجسم، ويساعد الجهاز المناعي في الاستجابة وإنتاج الأجسام المضادة التي تحمي الجسم من العدوى، لكنهم لم ينشروا أي دراسة مفصلة عن نتائج التجارب التي سمحت لهم بتأكيد فاعلية اللقاح، ولم يشاركوها مع أي جهات دولية، وفقا لما ذكرته رويترز في تقريرها.